Source: www.tunisie-expression.com
شَهِدَ وسط العاصمة تونس يوم الجمعة مواجهات دامية بين متظاهرين مطالبين برحيل الحكومة (وربّما آخرين لا علاقة لهم بهذا المطلب) وقوّات البوليس. وقد أسفَرت المواجهات، التي اندلعت بعد الظهر وتواصلت إلى حدود العاشرة مساء، عن سقوط قتيل واحد على الأقلّ (الشابّ محمّد الحنشي، 19 عامًا – من متساكني العاصمة)، وما لا يقلّ عن سبعة جرحى بالرصاص.
تسلسل الأحداث
بدأت الأحداث عشيّة أمس، بمظاهرة أمام وزارة الداخليّة طالبت بإسقاط حكومة الغنّوشي وإنشاء مجلس تأسيسي وغيرها من مطالب اعتصام ساحة القصبة. لكن يبدو أنّ الوضع تدهور بعد أن قام بعض المتظاهرين بنزع الأسلاك الشائكة والاقتراب أكثر من مقرّ الوزارة حسب ما أفادت مصادر مختلفة. لكنّ شاهديْ عيان من المعتصمين الذين شاركوا في المظاهرة قالوا أنّ قوّات البوليس هي من بدأت بالهجوم على المعتصمين. إذ ذكرَت إحدى المعتصمات بالقصَبة، الناشطة السياسيّة أُميْمة الميلادي، أنّها رأت بأمّ عينها كيف هاجمت قوّات البوليس المتظاهرين بالهراوات وقنابل الغاز. وذلك قبل أن يحاول رجال شرطة على متن درّاجات ناريّة تفريق المتظاهرين بمحاولة اختراق صفوفهم « في مشهد يذكّر ببعض مشاهد اعتصام ميدان التحرير في مصر »، حسبما أضافت.
وقد روى معتصمون آخرون، لم يكونوا شاهدي عيان، أنّ المظاهرة كانت ردًا على منع البعض من التظاهر أمام القصر الرئاسي بقرطاج. وهي رواية لا يمكننا تأكيدها أو نفيها.
مصادمات وجرحى
لكن الأكيد هو انّه بعد تفريق المتظاهرين من أمام وزارة الداخليّة، تراجع العشرات منهم إلى مستوى ساحة الاستقلال (حيث تمثال ابن خلدون)، أين يتواجد عادة عدد من أفراد الجيش. وهناك تواصلت المصادمات لما لا يقلّ عن ثلاث ساعات (تقريبًا بين السابعة والعاشرة مساء). إذ تواصل الكرّ والفرّ بين المتظاهرين وقوّات الشرطة التي أطلقت النيران بكثافة، فضلا عن قنابل الغاز المسيل للدموع. فيما ردّ المتظاهرون بالحجارة التي اقتطعوها من الطريق العام وبإقامة حواجز، أشعلوا النّار في البعض منها، على طول شارع فرنسا (الذي يربط باب بحر بساحة الاستقلال). وقد شاهد مراسلونا، الذين تواجدوا على عين المكان، ما لا يقلّ عن أربعة مصابين. اثنان منهم أصيبا برصاصة في مستوى الرجل (من ضمنهما الناشطة السياسيّة والنقابيّة بالجامعة جواهر شنّة)، فيما استنشق الآخران الغاز المسيل للدموع، فأُغميَ على أحدهما.
رواية مقتل محمّد الحنشي
اثر عودتنا الى ساحة القصبة حوالي التاسعة ونصف، قدِمَت امرأة الى الساحة وأخذت تصرخ انَّ شابًا قد قُتِلَ بالرصاص الحيّ. وان لم نستطع التأكّد من هويّتها أو تصويرها فإنّنا عرفنا هويّة الشابّ الذي كان يرافقها، وكان في حالة انهيار وحزن شديد (رفض ان نصوّره فاحترمنا رغبته). إذ تأكّدنا من شاهدة عيان موثوقة تمامًا ولديها صلة قرابة به أنّه من متساكني حيّ الشابّ الذي شاع نبأ مقتله. وهو حيّ محاذِ لساحة القَصَبة. كما التقينا شاهد عيان آخر، من أبناء إحدى الحارات القريبة من الساحة، كان مع القتيل لحظة مصرعه. وقد روى لنا (يمكن الإطّلاع على شهادته في فيديو سيُرفَق بالمقال حال تحميله على الموقع) أنّهما كانا بصدد الركض، في شارع فرنسا، هربًا من رصاص البوليس. وعند التفاته نحو محمّد، الذي كان يجري وراءه، رآه يُصابُ برصاصة في عنقه أردته قتيلاً. ثمّ رأى دمًا يخرج من فمه. إثر ذلك حمل عدد من المتظاهرين جسد محمّد وعادوا به إلى عناصر الجيش المتمركزين بساحة الاستقلال. ويبدو أنّهم استدعوا إحدى عربات الجيش لنقل القتيل.
كما التقينا بساحة القصَبة، ثلاث شهود عيان شاركوا في المواجهات، ذكَر أحدهم أنّه شهِدَ مقتل شابٍّ آخر برصاصة في صدره؛ وأنّه حاول إنقاذه دون جدوى. وسننشر لاحقًا تسجيلاً مصوّرًا لشهادتهم مع أسمائهم. كما ذكر أكثر من شاهد عيان ممّن التقيناهم في الساحة، أنّ قوّات البوليس استعملوا بنادق مزوّدة بأشعة الليزر لتسهيل قنص المتظاهرين (نقطة حمراء ترتسم على جسد الشخص المُستهدَف).
جرحى في مستشفى شارل نيكول
كما زرنا حوالي الحادية عشرة مساءً قسم الإستعجالي بمستشفى شارل نيكول القريب من ساحة القصَبة. ووجدنا أحد الجرحى بالرصاص ممدّدًا على أحد الأسرّة بقاعة الانتظار الداخليّة. اسمه عزّ الدين شريّط (50 عامًا). وقد كانت إصابته على مستوى الحوض (أعلى فخذه الأيمن). وروى لنا السيّد شريّط أنّه لم يكن مع المتظاهرين، بل كان عائدًا من العمل حوالي الثامنة مساء، قادمًا من شارع باريس. وعند وصوله شارع بورقيبة رأى أشخاصًا يتراكضون، لكنّه لم يفهم ما الذي كان يجري. وبعد لحظات معدودة شعُر برصاصة تخترق أعلى فخذه الأيمن، فسقط مغميًا عليه. ويعتقد أنّ بعض المواطنين قاموا بنقله إلى المستشفى. وقد اشتكى لنا المصاب من انّه طُلِب منه، بعد أن تمّ استخراج الرصاصة، شراء دواءٍ من صيدليّة. وذلك رغم كونه لا يملك نقودًا كافية ولا يستطيع المشي والخروج من المستشفى بسبب إصابته.
وعند محاولتنا التثبّت من عدد الجرحى لدى مكتب الاستقبال بالقسم الإستعجالي، وجدنا به، إلى جانب بعض الممرّضين، شخصًا بالزيّ المدني عرّف بنفسه كشرطيّ. وأفادنا مخاطبنا باستقبالهم 29 في القسم مصابًا: 7 منهم بالرصاص (5 بالرصاص المطّاطي و2 بالرصاص الحيّ)، فيما البقيّة كانت حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع. وقد أبرز لنا قائمة بعدد المصابين، رفضًا أن يعطينا أسمائهم « إحترامًا لمعطياتهم الشخصيّة ». لكنّنا لمحنا من بينهم اسم الناشطة جواهر شنّة، التي سبَق وان رأيناها محمولة من بعض المتظاهرين بعد إصابتها بعيار ناري بشارع فرنسا (يُذكَر انّ الزميلة هناء الطرابلسي صوّرتها مصابة قبل أن تُسرَق منها الكاميرا- أنظر الفقرة الأخيرة). وقد اقرّ أحد أفراد الطاقم الطبّي المتواجدين بمكتب الاستقبال بوقوع حالة وفاة، قبل أن يتراجع عن ذلك في الحال.
رواية بوليسيّة
أفادنا الشرطي بالزيّ المدني ( لم يذكر لنا اسمه)، الذي وجدناه بمكتب الاستقبال، برواية لما جرى من أحداث بشارع بورقيبة. وإذ نوردها بكلّ أمانة واحتراز، تاركين حرّية الحكم عليها للقرّاء. حسب محدّثنا وردت أنباء إلى أجهزة الأمن بأنّ هجومًا مدبّرًا بالزجاجات الحارقة، سيتمّ شنّه من قبل مندسّين وسط الاعتصام أمام وزارة الداخليّة. وقال أيضا أنّ الشرطة ألقت القبض على أربعة أشخاص من بين من شاركوا في « الاعتداء » على وزارة الداخليّة. وقد اتّضح، حسب قوله، أنّهم منحرفون وأصحاب سوابق عدليّة. كما اعترفوا بأنّ كلاً منهم تلقّى مبلغًا ماليًا قيمته 300 دينار مقابل اندساسهم بين المعتصمين واعتدائهم على مقرّ الوزارة.
نهب وإعتداء على صحفيّة
شاهد مراسلونا، أثناء تواجدهم بشارع فرنسا أثناء المصادمات مع البوليس، مجموعة (لا يتجاوز عدها الخمسة عشرة نفرًا ولا تُعرَف هويّتها بالضبط) استغلّت الوضع المتفجّر لتحاول خلع بعض المحلاّت الموجودة في شارع فرنسا. وكان أفرادها مسلّحين بسكاكين وأدوات حادّة. وعند محاولة زميلتنا هناء الطرابلسي (مراسلة « تونس التعبير » بالاعتصام) تصويرهم بالكاميرا أثناء محاولتهم خلع باب « المغازة العامّة »، قاموا بالاعتداء عليها بالعنف. كما انتزعوا منها، إلى جانب الكاميرا، حقيبة يدها التي كان فيها وثائق هويّتها الشخصيّة. وقد لمحت هناء بينهم عنصرًا من البوليس السياسي، طالما راقبها قبل 14 جانفي. وقام اثر ذلك عدد من المتظاهرين وشباب الأحياء المجاورة بصدّهم عن سرقة المحلاّت واشتبكوا معهم وأبعدوهم
1 commentaires:
En garde Tunisiens ne baissez pas les bras ERREUR 404 est toujours la. Comment peut on cacher que 39 navires pleins de déchets nucléaires ont été coulés prés des cotes Tunisiennes et que ces traficants Giorgio Comerio et Giuliana Giunta surement complices de l’ancien Régime sont encore libres de se promener a Guengla.
Pourquoi Tribune Mediatique a enlevè cet article????? Cet Article dit une veritè que tout lecteur peut verifier sur le Web.
Alors un probléme de liberté et de démocratie existe le peuple Tunisien doit rester vigilant et ne pas baisser les bras.
Post a Comment